أحدث_الأخبار
القنوات ( الشيعية ) …تسقط بالضربة القاضية في تظاهرات الاطار……!
  • أغسطس 5, 2022 - 1:16 م
  • 231
حجم الخط

القنوات ( الشيعية ) …تسقط بالضربة القاضية في تظاهرات الاطار……!

سعد الاوسي

منذ ان تأسس اتحاد الاذاعات والقنوات التفلزيونية الاسلامي وانا اتطلع واترقب واتمنى ان يكون بمستوى الفكرة التي انشئ من اجلها والاموال الضخمة التي تصرف عليه، والاهداف العريضة التي رسمت له.
كانت خطة الاتحاد اطلاق عدد من الاذاعات والقنوات التلفزيونية الفضائية الجديدة ودعم بعض القنوات المتعثرة لمساعدتها على تطوير عملها واكمال مسيرتها بنجاح، وذلك بهدف خلق رؤية سياسية و ثقافية وفكرية تقود الرأي العام في العراق وتحميه من الاعلام المدلّس المضلل التابع للقوى السياسية الصفراء، و الاعلام الايدلوجي الذي تموّله بعض الدول ذات المصالح الستراتيجية والاقتصادية في العراق. وبالفعل ابتدأ زحام قنوات (شيعية) جديدة ينبثق على شاشاتنا كل يوم ممولة بالكامل من (الاتحاد) المذكور.
كان الطموح كبيرا والخطة المرسومة حالمة ومتفائلة جدا، بينما كانت بوادر نتائجها الاولى متواضعة جدا ومخيبة للامال، لا تتسق ابدا مع الاهداف المرسومة ولا مع التمويل الضخم الداعم لتنفيذها.
وتوقعت ومثلي كثيرون من رجال الاعلام والسياسة ان ينتهي مبكرا هذا النتاج الاعلامي المتخبط البائس الذي لا يُغني ولا يُسمن ولا يؤثر ولا يُشاهد ولا يُتابع ولا يعبأ به ، وان يتوقف النزيف المالي العابث المهدور على تلك القنوات الخائبة. غير ان تلك اللعبة الخاسرة استمرت وطال امدها وامتدت اجنحتها المهترئة لتضيف مساحات فشل اخرى لمسارها البائس وتزيد الخيبة خيبات باطلاق قنوات جديدة ودعم اخرى، في استمراء عجيب يتحدى كل المؤشرات والاحصاءات والاعتراضات والاستهجانات بل والسخريات التي تنتقد اعماله، بل ويمدّ لسانه للجميع استخفافاً واستكباراً ولا مبالاة !!!
وبدا واضحا لنا ان وراء هذه الاكمة التافهة ما وراءها، وانه لابد من (هبرات) فساد كبيرة تحمي هذه الفوضى الاعلامية والانتحار المالي الذي يجري على مرأى ومسمعٍ جلي وعلى عينك يا تاجر كما يُقال. اذ ليس هنالك من تفسير لاطلاق قناة فضائية بملايين الدولارات سرعان ما تثبت فشلها الذريع، (ليعاقبها) الاتحاد المذكور باطلاق نسخة ثانية منها وبذات التكاليف الباهضة، فتصبح لدينا قناة (حمار 1) ثم (حمار2) وربما سيكون هنالك ( حمار 3) في القريب العاجل كما تتناقل الاخبار….. !!!!!؟؟؟؟؟
لم يكتف الاتحاد بهذا بل وصلت (عبقريته) الاعلامية الى قرار خطير مبتكر بدعم قناة فضائية (سنية) لا يشاهدها لا السنة ولا الشيعة ولا المسيحيون ولا حتى الصابئة ولا الشبك والايزيديون.. !!!!
بمبلغ شهري كبير قدره 250 الف دولار !!!
ولان العملية كلها فساد في فساد فقد تعاملت تلك القناة السنية مع الدعم (الاتحادي) بذات جنس فعله، حيث كانت الفواتير المقدمة من ادارة قناة (العبث) الفضائية حافلة بالكذب والتزوير والتلاعب والفساد، مادام الاتحاد اسلاميا و (فلوسه حلال) فالسرقة منه حلال ونص !!!!
لذلك كانت قوائم رواتب قناة (العبث) الفضائية تحوي جميع اسماء الاصدقاء والاقرباء من الابناء وزوجات الابناء واخوة واخوات زوجات الابناء وامهاتهم وآباءهم وعماتهم وخالاتهم ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين !!!!
ولانّ اتحاد القنوات الاسلامية يؤمن بمبدأ (خنجر وقت الضيج) فقد ادّخر قنواته العديدة المحروسة من اعين الحاسدين للاوقات السياسية والاعلامية العصيبة الحرجة التي ينبغي ان يصول بها على الاعداء و المبغضين والمنافسين، كقوة ضاربة قادرة على ان تنصر قضاياه المصيرية ومعاركه الكبرى،على الاقل لكي يشعر الرعاة والممولون الذين تكلفوا عشرات وربما مئات ملايين الدولارات ، ان اموالهم اثمرت وانتجت ولم تذهب سدى !!!
الا ان حسابات الحقل كانت بعيدة جدا عن حسابات البيدر، حين اثبتت تلك القنوات المدللة في اول اختباراتها انها عاجزة عاطلة منتهية الصلاحية وانها مجرد سيوف من ورق، لم تقوَ حتى على مواجهة الذباب الالكتروني العدو الذي تضخم وتعملق عليهم حين شعر بضعفهم و خورهم وغيابهم حيث يتوجب الحضور وصمتهم حيث يتوجب الدوّي.
كانت الدولة تمرّ بأضعف حالاتها اثناء مظاهرات الشباب التشرينية التي بدأت عفوية وتسيّست حين امتدت لها ايدي بعض الدول الاقليمية والخليجية واموالهم الطائلة واعلامهم القوي المؤثر.
اخفقت قنوات (الاتحاد) الغارقة في الدلال ورغد النعمة ان تردّ تلك الهجمة واخفقت في شرح وجهة نظر الدولة واخفقت في تهدئة غليان الشباب وافهامه حقيقة مايدور من مؤامرات ضد البلد، كما اخفقت في تنوير الرأي العام و ايصال الحقائق اليه، بينما نجحت وسائل الاعلام الاخرى في تضليل الناس وتأجيج الشارع – الشباب خاصة – واثارة الفوضى لاسقاط هيبة الدولة والعصف بكينونتها.
وكأنّ هذا الدرس القاسي بكل خسائره و مراراته وبهاضة تكاليفه لم يحرك ساكناً لدى ادارة (الاتحاد) النائمة في عسل المال الحرام وفئ الفساد الاداري وسكرة الشعور بالسلطة والجبروت.
وتوالت دروس العجز القاسية على اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامي ، وقنواته العليلة الواهنة التي ظلت رغم الفشل الذريع المتكرر في ادائها وتأثيرها، تستلم معوناتها المالية السخية من الاتحاد دون ان يفكّر احد من ادارته بسؤالها ومحاسبتها وادانة عجزها حين دعت الحاجة اليها.
وقد ناقشت وعاتبت واعترضت وادنت وضع الاتحاد البائس خفيةً وجهاراً مراراً وتكراراً ولكن لا حياة ولا حياء لمن تنادي.
لذلك اجد من صميم مسؤوليتي كعراقي
واعلامي وسياسي، ان أدعو بشدة الى الغاء هذا الاتحاد وتصفية اعماله كاملةً وطي هذه الصفحة المظلمة الفاشلة في تاريخ الاعلام العراقي خاصة بعد فشله الأخير في تغطية المظاهرات الشعبية الكبرى التي خرجت تأييدا للشرعية والدستور والحفاظ على هيبة الدولة وسيادة القانون وهي المبادئ الرئيسة التي يتمسك بها ويؤكد عليها الاطار التنسيقي في منهجه وخطابه السياسي الثابت ازاء القوى السياسية الاخرى التي تشيع الفوضى والعشوائية و اهانة مؤسسات الدولة ومصادرة رأي الاغلبية الشعبية في حراكها السياسي و تعبير جمهورها على الارض الذي يتسم بالعنف والغوغائية والاستقواء.
لقد كانت المظاهرات الكبرى التي ملأت الشوارع بدعوة من قوى الاطار التنسيقي دعما للشرعية والدستور واستعادة لكرامة الدولة و هيبتها، المسمار الاخير في نعش هذا الاتحاد بعد ان فشلت قنواته المرفّهة المتنعمة في تغطيتها واظهار حجمها الحقيقي وثقلها السياسي، في حين نجحت قنوات التمويل المريب والاجندات الخارجية في تضخيم وتعظيم مظاهرات الطرف الآخر واخفاء المهازل التي ارتكبت فيها و التدليس في اظهارها حراكاً وتعبيراً جماهيريا منظما في الوقت الذي كانت تحتل فيه مبنى المؤسسة التشريعية الاولى في البلد وتحول مبناه الى شبه شارع في سوق شعبي تباع فيه (لفّات) البيض والعنبة وشربت العرق سوس وتمر الهند وتجوب فيه (( البعران والجواميس والهوش والطليان والصخول بس فيل ماكو )) ….!!!!
ان ضعف بل غياب قنوات الاتحاد الاسلامي الكسولة البليدة عن الاحداث والمنعطفات السياسية والشعبية الكبرى كمظاهرات دعم الشرعية والدستور والحفاظ على هيبة الدولة ، واخفاقها في تنوير الرأي العام عن المؤامرات التي تحاك للبلد لمصادرة ارادته وتحقيق الاطماع السياسية لبعض الاطراف، وكذلك عجزها عن تقديم صورة الاطار التنسيقي الحقيقية وسعيه الحثيث لاعادة الدولة وهيبتها وحربه الوطنية على الفوضى السائدة وحالة الانغلاق العقيمة التي وصل اليها البلد، اعدّه جريمةً بكامل معانيها واركانها يجب ان يعاقب عليها هذا الاتحاد البائس وقنواته التافهة، ويجب ان يسأل الجميع عن مصير مئات ملايين الدولارات التي هدرت عليه وعليها، ويجب ان يكون هنالك قرار جرئ عاجل بحلّه والتخلص من حمله الغبي الثقيل، ثم العمل على ايجاد بديل عملي فاعل، اكثر رشاقة وأخفّ تكلفة وأبرع وأقوى تأثيراً، للوقوف بوجه الهجمة السياسية والاعلامية الخبيثة ومؤامرات الظلام التي تدور بدأب واصرار وشراسة وتأخذ البلد من أذنيه الى مذبح الفوضى والدكتاتورية الجديدة المراد اعادة انتاجها بشكل او بآخر.
الاعلام رديف السياسة وربما كان قائدها في احيان كثيرة، فلا تتركوه بيد الجهلة والاغبياء والفاسدين وقليلي العلم والخبرة والمهنية،
تداركوه لان السفينة تكاد تغرق، و لاوقت للمجاملات والاخوانيات والمحسوبيات.
اقطعوا رأس الافعى وازرعوا في مكانها شجرة ياسمين، كي ننسى تلك الرائحة البغيضة…!

مواضيع قد تعجبك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *